كتب هلال عبدالله
إختفاء بعض أنواع الأدوية – التى وصل عددها إلى 250 نوعاً – من أخطر الظواهر التى يواجهها مجتمعنا فأقسى شيء هو التجارة بصحة المواطن فنعانى من اختفاء بعض أنواع الأدوية – خاصة المستورد منها – التى تعالج أمراض خطيرة وحتى البديل لها يباع بأسعار باهظة الثمن ، أليس كافياً أن يعانى المريض من مرضه ويتألم منه ، بل يعانى من غلاء هذا الدواء ويجبر على شرائه وإلا الموت ، والسبب فى ذلك أن بعض شركات الادوية تحتكر المادة الخام وترفع أسعارها بحجة ارتفاع أسعار الدواء عالميا ، أو ارتفاع الدولار، أو تاخر فى الإعتمادات البنكية ، فماذا يفعل مريض السكر الذى لايجد الأنسولين ، ومريض الكبد ، وألبان الأطفال الناقصة ، ودواء البرد الخاص بهم ….إلخ ، والسبب فى ذلك أن الشركات لا تنتجها لأنها رخيصة الثمن متعللة بغلاء المواد الخام ، والشركات المصرية لا تمنح تسهيلات انتمائية بسبب الحالة الإقتصادية التى تمر بها البلاد ، وامتدت الأزمة لمرضى السرطان لايجدون الكيماوى الذى أكد نقصه الدكتور\ أحمد عزام نائب مدير مركز الأورام بمستشفى معهد ناصر وخاصة (هيرسبتين)لعلاج أورام الثدى و(تيمودال) لعلاج أورام المخ ويعود ذلك لنقص العملات الصعبة . وأوضح الدكتور \ عادل عدوى وزير الصحة أنه لا يمكن القول أن الدواء غير متوفر لأن الدواء له بدائل تصل إلى 12 بديل ، والأدوية التى يقال عنها غير متوفر هى التى ليس لها بديل ، وأن مشكلة الأدوية عالمية . ناشد الوزير الإدارة المركزية لشئون الصيدلية بمراجعة الأدوية الاساسية – بصفة مستمرة – كأدوية القلب والضغط والسكر لرصد الناقص منها ومحاولة حل الأزمة وتستمر الوزارة فى المتابعات المفاجأة للصيدليات وضبط سوق الدواء. وسوق الدواء يعانى من مشكلات عديدة منها مشاكل التسعير، وتوقف بعض الشركات عن انتاج أصناف معينة ،وتوقف البنوك عن تمويل المشروعات الدوائية، ومشاكل استيراد المواد الدوائية الخام سواء كان السبب نقص السيولة المادية أو مشاكل لدى الموردين . من هنا أناشد السيد الدكتور وزير الصحة بزيادة تكثيف الجهود لحل الأزمة – التى لا ذنب للمواطن بوجودها – وان يزيد من حملات المتابعة للصيدليات التى لا تعطى بالاً بفرز انواع الدواء الغير متوفرة لديها ، ومعاقباتهم أشد العقوبة وأن تزيد الرقابة على شركات الأدوية التى تحتكر الدواء او تفتعل الأزمة بأن تخفى بعض الأنواع من الأدوية . وأناشده ان يطالب المسئولين فى وزارة المالية بزيادة نصيب شركات الأدوية من المال الذى يجعلها تقوم بدورها حتى فى انتاج الدواء البديل للدواء المستورد ، وذلك إلى أن تحل أزمة البلاد لأن المريض لا ذنب له أن يضحى بحياته مقابل مشاكل لا يد له فيها …ى
