تحقيقاتمحافظات

بآمانة الكلمه تُبنىٓ الدول ، وصدق الخبر يُجمع شعوبها .‬


بقلم “نبيل أبوالياسين
” رجل الأعمال ، ورئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان ‬

‫لا تتوفر هذه الصفات ، والخصائص ‬
‫« آمانة الكلمه ، وصدق الخبر » إلاّ لدى رجالٍ إختارهم الله وهو وحده وهبهم هذه الإستعدادات، وأوحى إليهم للقيام بمهمة إلقاء الكلمة ، وصدقية الخبر لمواجهة أهل الباطل ،والعناد ، والمكذبين المعاندين الذين استعبدهم الإرث والإلف ، والعادات المتصلبه في الفكر ، والمعتقد والسلوك بكلمه خبيثه منهم يهدمون الدول ، وبالخبر الكاذب يشتتون ، ويفرقون شعوبها .‬

‫لقد كان الخبر الذي جاء به كل نبيٍّ وبلغ قومَه هو ذلك الخبر الأولي البسيط ، والذي كان مفتاح العقائد ، والشرائع السماوية الذي قامت عليه ثقافة الخبر الصادق ، هو خبر الوحي الذي كُلف به الأنبياء ، والرسل الذين إصطفاهم الله ليُبلغوا شرائعهُ نعم إصطفاهم الله ليبلغوا شرائعهُ فهل يُدرك من يحمل القلم ، ويلقي الكلمة هذا المعنى هل يُدرك أنه يقوم بعمل عظيم « بكلمه تُبنى بها الدول ، وصدق الخبر تُجمع شعوبها ». ‬

‫إقتضت السنة الإلهية أن يكون مُبلغُ البشر إنسانًا من جنسهم ، يدعوهم بلسانهم ، ويخاطبهم بالأساليب التي إعتادوا عليها ،ويوظف طاقاته التي أودعها الله فيه لغرض أساسي فقط ألا وهو الدعوة إلى التوحيد الخالص ، ونبذ الأنداد، ومحاربة مظاهر الشرك ، والتطرف ، والبشارة والنذارة، ثم تربيتهم وقيادتهم ، وتوجيههم إلى ما يصلح حالهم ويبنى أوطانهم .‬

‫إن ثقافة الخبر الصادق توفر المسافة الفكرية بين الشعوب وبعضها ،وبين الحاكم ، والمحكوم ، وبين الحكم ، والممارسة ، وبين النص ، والتطبيق ، وتختصر إستهلاك الطاقة النفسية التي يمكن أن تتبدد في الجدل ، والشك ،وأشكال النشاط الفكري ، والعقلي ، و البدني أيضاً الناتج عن المماحكة والمراء، وتظهر ميزة هذه الخاصية عند البحث في تحليل طبيعة الثقافات التي تتبنى ثقافة منحازة ،أو منحرفة أو متحيزه حيث يظهر الصراع الذي يستهلك الطاقات ، والموارد الفكرية ، والنفسية .‬

‫لم يكن طريق آمانة الكلمة ، والخبر الصادق ، لُيصبح ثقافة عامة طريقاً سهلاً ممهداً بالورود ، لا والله بل مملوءاً بالصعوبات ، والصراعات والعقبات ، ولكن من تلك الصعوبات ما هو بنائي ،ووظيفي من مكونات المجتمعات وعوامل بنائها .‬

‫ومن تلك الصعوبات ، تُفرز ، وتميز ما بين ما هو آميناً حقاً بكلمةُ ، وصدقهُ في الخبر ، ومن غير ذلك ، ومن إعتاد على السير في خُطى المهنية بإلقاء كلمه تبنىٓ بها الدول ، وصدقهُ في خبر يُجمع شعوبها ، ومن يهدم دولة بكلمة ، ويشتت ويفرق شعبها ” بخبر ” شتان ما بين هذا ، وهذا .‬

‫إن الخبر الإعلامي ، وغيره من الآخبار لابد من أن يتحرى فيها الصدق ،و من أي وسيله جاءت ، وفي أي بلد كانت ، ومن أي جهة ، ومن أي مصدر ، وما يحمله من رساله من نوعاً ما، لأن خطورة الخبر الكاذب وما يحملهُ من رساله خبيثه غايتهُ هدم الدول وتفريق شعوبها التي تكُمن فيها قوتها .‬

‫وهذه الآخبار المستهدفه تؤثر على بناء الدول ، وعلى شعوبها بسبب عملية تراكمية مستمرة لا تتوقف على مدار الساعة فتعمل على تشكيل ثقافتنا من خلال عدم وعي شعوبنا ، فتكون أحكامنا، وتصوغها ، وتوجه إتجاهاتنا ، وتسيطر على طريقة تفكيرنا ، وتقودنا بحيث يصدر سلوكنا وفق تخطيط مسبق ، فهو في في حقيقةُ يُصادر حريتنا بعملية إختيارية ، وبطريقة لا إرادية ، عندما نطابق بين مضمون الخبر ، وبين شخصيتنا وطموحنا ، تستوي في هذه العملية أصدق الأخبار وأكذبها . ‬

‫وختاماً ؛ إننا نسقط شخصيتنا على الخبر ، ونفرغ همومنا ، ومصادر قلقنا ، وكل ما يضطرب في داخلنا من توتر ونبيرة التشاؤوم التي رسخوها في أذهننا، ويغلي في مرجل اللاشعور تحت ضغوط الشعور والاوعي من مكنون الغرائز ، والإنفعالات الأولية والرغبات المكبوتة ، نفرغ كل هذا على نشرات الأخبار ، وصفحات الجرائد ، وفي التهامس المريب والمشبوه بين مرتادي المجالس ، ومدمني الغيبة ، والنميمة ، وفي كهوف الدسائس ، والشبهات التي يحرص أصحابها ومروجوها على تزيينها بكل وسائلانُنا وفي آذهان شبابُنا بالخداع ، والتزييف ، في محاولة لإجبار شبابُنا الذين يعُدون قوة هذا الوطن على الانجراف وراء الباطل ، وفي هذا الإطار يمكن في بعض ما يحدُث الآن على الساحة الإعلامية ،والفكرية والثقافية الخبيثه .‬

Related posts

تنقلات محدودة بين رؤساء القرى بالحامول

تزامناً مع احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية “بعيد الجلوس الملكي” تسليم الرائديْن سعيد السعيد ،وأسامة الكاشف “جوائز مسابقة “عبدالله المزروع الرمضانية الثقافية للعام ١٤٤١هجري

Alahlam Almasrih

الاحتفال بيوم مؤسس الحركة الكشفيه بادن باول

Alahlam Almasrih