اخبار عاجلةتحقيقات

تحت ظل القلم مهند الأخرس ” ظلال الأفكار


تحت ظل القلم
مهند الأخرس
” ظلال الأفكار ”
بقلم/سليم النجار
متابعة/لطيفة القاضي
( أرى النفس والجسد يؤثر كلٌّ منهما في صاحبه : فأيما تغير يعتري حالة النفس يُفضي إلى تغير في شكل الجسد ؛ والعكس صحيح – فأي تغير في شكل الجسد يفضي إلى تغير حالة النفس ” أرسطو .
والجسد هنا الذي ذهب اليه ارسطو ميلاد الأفكار التي تؤؤل على أنها تعاقبٌ دائمٌ لميلاد الأفكار . وهذا ما ذهب اليه مهند الأخرس في كتابه المعنوي ” تحت ظل القلم ” ؛ ويذكر الأخرس في مقال عن الأخلاق ؛ ما قاله أرسطو ” فيرى أنّ الأخلاق مُرتبطة بسعادة الإنسان التي هي غاية وجوده ؛ فيعرّفها على أنها الأفعال الناتجة عن العقل ؛ من أجل الخير الأسمى ؛ بالسعادة ص٢٠ ” .
وينتقل الأخرس إلى سردية مختلفة ؛ لينقل لنا سيرورة شعبية فلسطينية ؛ ويصعب الاستدلال التفصيلي بها جميعا ؛ لذلك آثرنا الاقتصار على مقاله ” حكاية أغنية : بالاخضر كفناه بالحمر كفناه ” ؛ وحكاية المقال عن شاعر فلسطيني كبير بحجمه د/ عزالدين مناصرة ؛ عندما ودع الشهيد الشاعر ( زياد القاسم ) وتقربيه بالشرح المركز الواضح لمختلف المفاهيم والمكونات والآليات السردية المخصوصة بهذه النوع من القصائد ؛ مما ينسجم مع طبيعة تلك المرحلة التي شرع يترسخ فيها الوعي بقيمة هذا السرد المؤثر ، : ( والورد إحمرّ
يا دمَهُ النازف إن كنت عذاباً يومياً
لاتصفرّ ص١٤٥ ) .
ويذهب الكاتب الاخرس إلى مناحي اخرى من كتابة المقال ؛ فيعرج على المقال الفلسفي من خلال مقاله الذي وضع له عنوان ” بعضٌ من القولِ في بعضِ ما تفتقده ” ؛ وقد لجأ الكاتب هنا إلى فكرة أن هناك تعاقب دائم لَمصارع الأفكار . وقديمّا قال شيشرون إنه لايوجد رأي مخالف للعقل لم يقل به من قبل بعض الفلاسفة . وذات السياق يذهب الأخرس عندما يقول ” على اعتبار ان الانسان دائمً يتحدث ويشغل باله بما يفتقده لا بما لديه ص ١٠٣ ” . وقد يرفض بعض المفكرين هذه النظرةَ ويبدأ من النقطة البسيطة التي تفيد بأن العبارة الكلية من مثل ( كل البجع أبيض ) كما ذكر بوبر ؛ وقد اعترض كلٌّ من هيلاري بُتنام وتوماس كون على هذا التوصيف لبوبر ؛ وقالَ انه الممكن دائمّا ان ننكر ان نظرية ما قد تم تكذيبها من خلال ملاحظةٍ تبدو للوهلة الأولى أنها تكذيبها . وبصفة عامة فإن القول هو استدلال من حالات إلى حالاتٍ ماضية مستقبلية مفردة . كما فعل الأخرس .
وانا اكتب هذه الكلمات طرأ على ذهني ما قاله : احد الآباء فيلسوفًا فيثاغوريًا عن افضل طريقة لتربيةً أخلاقية ؛ أجاب الفيلسوف الفيثاغوري بقوله : اجعل منه مواطنًا في دولة ذاتَ قوانين صالحة ؛ والحق فيما ذهب اليه الأخرس الحب ؛ نعم الحب ؛ ( فهذا الحب ما ان تطلبه بنجمة أو نجمتين سرعان ما يأتيك بالسماء وما فيها … ص٩٣ ) .
إن البشَر على حد قول أوتونويرات ؛ أشبهُ ببحارة سفينة في عُرض البحر ؛ يمنكنهم ان يُصلحوا أيَّ جزء من السفينة التي يعيشون فيها ؛ ويمكنهم ان يصلحوا السفينةَ كلَّها جزءًا جزءًا ؛ ولكن لايمكنهم ان يصلحوها كلها دفعة واحدة . هذا ما خرجت به من قراءة كتاب ” تحت ظل القلم ” ؛ وإن التغير لن يتوقف إلى الأبد ؛ كما القلم الذي يتفيأ بظلال الروح .

Related posts

شحاتة يحرج فرج عامر على الهواء

مبروك يقود بيلا و استعدت للانتخابات الرئاسية القادمة

تهنئة من القلب

Alahlam Almasrih