جريدة الاحلام المصرية اللسان سيف قاطع والكلام سهم نافذ ا

اللسان سيف قاطع والكلام سهم نافذ
امين محمد الفقي مستشار قانوني
الكلام الجارح هو تعنيف لفظي يؤدي إلى تحطيم شخصية الآخرين مثل التهديد او الشتم او الابتزاز سواء بصوت عال أو منخفض قولا أو فعلا أو حتى بالايحاء واللسان سيف قاطع لا يؤمن حده والكلام سهم نافذ لا يؤمن رده والكلمات الجارجة تترك في نفوس البشر وشما وتحفر أخاديد وتلك الكلمات قد ينساها من تلفظ بها ذات يوم لكن ألمها يظل يتجدد في كل ذكرى أوموقف مشابه وهي بذلك أشد إيلاما وأقسى وقعا ونتائجها أسوأ وأخطروقد تتحول إلى عقد متراكمة وأحقاد مضطرمة تتفجر في المحيط الاجتماعي ناشرة العداوة والبغضاء يصارع الانسان في حياته تقلبات الظروف ونوائب الايام ويحتاج الى من يساعده ويخفف عنه ويعينه على امتصاص واستيعاب تأثيرات ضغوط الحياة والتوتر النفسي ويرفع معنوياته خصوصا في المشاكل والأزمات عندها يجد الكثير من الراحة والسعادة فلتكن كلماتنا مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر لقول رب العالمين ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ الإسراء 53
ولتجنب الوقوع في مغبة تجريح الناس ينبغي علينا التفكير قبل الكلام فلا نتكلم ارتجالاً والابتعاد عن استدراج الإثارات والإنفعالات وقد قيل اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك وأحبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها وأحسن كما تتحب أن يحسن إليك واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك وارض من الناس ما ترضى لهم منك.
أما أنت يا صديقي الذي جرحت مشاعرك ونغصت حياتك كلمات قيلت لك فعليك بالتسبيح كوصفة علاج ناجعة من الله لكظم غيظك ورفع المعاناة عن مشاعرك لقوله تعالى : ﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ () فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ﴾ وقوله تعالى ﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾ وقوله تعالى ﴿فَاصبِرعَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ الغُروبِ﴾
ايها الرفاق اوصيكم ونفسي أيقظوا الأحاسيس والمشاعر في نفوسكم وانشروا المحبة والألفة في مجتمعاتكم وأوطانكم خاصة ونحن في زمن طغت فيه المادة واستشرى الفساد وقست القلوب وحلت القطيعة والهجران وجفت المشاعر بين الناس مما أدى إلى تفشي الغلظة والشدة في تعامل الناس مع بعضهم، وساءت الأخلاق.