محافظات

نيللي. صادق. تكتب. عن العنف الأسرى

نيللي. صادق. تكتب. عن العنف الاسري

*العنف الأسري*
اذا تكلمنا عن العنف الأسري فلابد أن نعرف اولاً معنى العنف .. فالعنف هو القسوة وإلحاق الضرر بالآخر .. فكثيراً ما نسمع عن القسوة أو الضرر الذي يسببه الزوج للزوجة .. أو العكس الزوجة للزوج .. أو للأبناء وأيضاً العنف ضد الآباء والأمهات بعد وصولهم لمرحلة الشيخوخة وربما قبل ذلك أيضاً .. فالعنف بكل صوره منهِيٌ عنه .. وكلام الله خير برهان ..”ولو كنت فظاً غليظ القول لانفضوا من حولك” فنرى كثيراً من صور العنف في الأسرة وكثيراً ماتكون من الرجل ضد المرأة بحكم أنه صاحب القوامة في البيت .. ومفهوم القوامة ليس العنف أيها الرجل وليس القسوة في التعامل ولكن التعامل بالحب واللين قال تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” فالقسوة والعنف لا يولدان غير البغض والكره وسوء العلاقة والتفكك الأسري .. والعنف الأسري يشمل كثير من الأشكال كالإعتداء الجسدي مثل الضرب .. أو نفسي كالتخويف والسيطرة والسب والشتم .. والإعتداء السلبي كالحرمان المادي .. الذي كثيراً ما يمارسه الزوج على زوجته وأولاده .. وللعنف الأسري آثاره السلبية على الأسرة والمجتمع .. فهو تدمير للأسرة وأفرادها وخلق جو من التشاحن والكُره بين أفراد الأسرة مما يساعد على وجود أفراد معقدة ومريضة نفسياً في محيط الأسرة من جراء هذا العنف .. فينشأ عنها ظاهرة مجتمعية سيئة وخطيرة .. وهو يؤدي إلى آثار سلبية وخيمة على أفراد الأسرة سواء الجسدية أو النفسية .. وبذلك يتأثر المجتمع ككل بهذه الآثار السلبية .. ومن الآثار السلبية التي تعود على الفرد نتيجة لهذا العنف الذي يعتبر في حد ذاته ظلماً كالإحباط والإضطراب وخيبة الأمل وفقدان الثقة بالنفس .. والإكتئاب والإنطوائية .. مما يدفع الطرف المجني عليه أي الذي يتعرض للعنف للجوء للكذب .. لتجنب العقاب القاسي .. وأحياناً يتكيف ويستسلم للواقع الذي يعيشه مع العنف .. مما يؤدي ويولد أشخاص عندهم اللامبالاة في مختلف شئون الحياة .. فيفقد هذا الشخص طموحه وأحلامه وذاته أولاً .. وبذلك تُهدم أهم لبنة في المجتمع وهي الأسرة بسبب هذا العنف .. حتى ولو كان يُمارس هذا العنف على فرد واحد في الأسرة .. فآثاره السلبية تعود على باقي أفراد الأسرة .. ولمعالجة العنف الأسري يجب عرض القضية التي تُولد العنف .. وطرحها بصورة طبيعية ومحاولة اتخاذ بعض الحلول لتجنب ممارسة هذا العنف .. أو اللجوء لشخص ذو ثقة من داخل الأسرة لمعرفة سبب العنف .. والوصول لأسلوب مُتحضر في التعامل بين أفراد الأسرة بعضهم البعض .. وكذلك التحلي بالأخلاق الحميدة والسلوك السوي العقلاني البعيد عن الإيذاء .. وكذلك توضيح صورة القدوة الحسنة في البيت ورد فعلها على الأبناء .. وخير قدوة لنا جميعاً رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. كان لين القلب حليماً رؤفاً رحيما ً في كل أفعاله وتصرفاته وخاصة مع زوجاته .. ولا ننسى دور الإعلام في نشر ثقافة المودة والرحمة بين أفراد الأسرة وخاصة في الدراما المصرية .. والبرامج الدينية التي تحث الزوجين على الحب والمودة والرحمة والعطاء في سبيل إنجاح هذه الأسرة ورُقيها وعلو شأنها .. لتفرز أجيالاً صالحة قوية لهم دور فعَال في الأسرة والمجتمع .. والشق الثاني من العنف أحيانا يكون بسبب مرض نفسي أو إدمان لنوع من المخدرات التي تُذهب العقل ولذلك يلجأ الإنسان للعنف لأنه واقع تحت تأثير المخدر فلا يشعر بأفعاله .. وهنا لابد من تدخل الطب النفسي لعلاج هذه الحالة .. والأخذ بيده لأنه مريض ويحتاج لعلاج عضوي ونفسي وتعديل سلوك .. وتفريغ للشحنات السلبية بداخله .. وإكسابه الكفاءة الذاتية وشحنه بطاقات إيجابية ليتغلب على آثار العنف بداخله .. واحتواء ما بداخله من معاناة تدفعه لممارسة العنف .. ولابد كذلك من قيام المؤسسات الدينية بغرس مفهوم التراحم والترابط الأسري .. وكذلك توضيح نظرة الأديان السماوية للمرأة على أن لها حقوق كما عليها واجبات وأن الأديان كرمتها وأشادت بها .. فهي ليست مُهمشة كما يظن البعض .. كما يجب نشر الآثار السلبية التي تعود على المجتمع من جراء انتشار ظاهرة العنف الأسري كواحدة من المشكلات الأساسية التي تتعرض لها الأسرة ويجب حلها والقضاء عليها .. لننعم بمجتمع نواته الأساسية أسرة مترابطة سعيدة ..

Related posts

شعائر صلاة الجمعة من مسجد الروضة ببئر العبد

Alahlam Almasrih

فصل التيار الكهربائي غدا بسبب أعمال الصيانة بعدد من المراكز وتغيير وصلات وموصلات وزرع أعمدة بقرى حياة كريمة

Alahlam Almasrih

المكتب التنفيذي لقائمة في حب مصر أمالنا للمحليات يجتمع بالقوصية أسيوط