حسين عبد العال … رجلٌ مُسن انضم إلى مشردي هذا الوطن ، تجده ملقى على أحد الارصفة في شارع من شوارع منطقة فيكتوريا بالاسكندرية ، ويعاني حالة إعياء شديدة واضطرابا في الوعي … تم نقله عن طريق سيارة الاسعاف الى طوارئ المستشفى الجامعي بالاسكندرية بعد ان ابلغ احد المواطنين عن الحاله وبعد محاولات شديده في اقناع فريق الاسعاف بالتعامل مع الحالة ونقله الى المستشفى ، وبعد الكشف عليه عن طريق اطباء قسم الطوارئ وكتابه تقرير يفيد بأنه مصاب بحمى شديده واضطراب في الوعي والتهاب رئوي وانتفاخ في القدمين واليدين وضروره نقله الى العنايه المركزه
رفضوا دخوله قسم العناية المركزة وأُلقي بالرجل خارج المستشفى لانه (فرد وطني) لا يحمل اي اثبات لشخصيته ، فحمله نفس المواطن الذي توجه به الى الطوارئ الى قسم الصدريه في المستشفى ، وكانت النتيجه هي طردهما من المستشفى عن طريق الامن الذي هدد المواطن بالقول : ( مادام مش قريبك منشوفش وشك هنا تاني احسن لك) …
وها هو الرجل يفترش الرصيف مره اخرى في حاله يرثى لها في انتظار معجزه العلاج او نهايه معاناته بإنتهاء حياته …
الى متى … الى متى سنظل نتحاكى ونتباكى على هذه المهاذل غير الانسانيه! الى متى سنرضى بهذا الرخص لقيمة الانسان وانعدام الرحمة في قلوب من حملناهم المسئولية عن مرضى هذا الوطن!
الى متى هتظل هذه الارض مقبرةٌ لكل من تكابلت عليه الدنيا بالفقر والمرض والجهل!
المقال السابق