إنَّ التَّطفُّلَ في شَـــأْنِ الوَرَى مَرَضٌ ** تَغْدُو بِهِ سَــمِجًا فـي النَّاس مَتْرُوْكَا
بقلم امين محمد الفقي
يعني الفضول كمصطلح في اللغة أن يهتم الشخص بما لا يعنيه ويتدخل فيما لا يخصه ويتعرض لما لا شأن له فيه.
ومن الظواهر السلوكية التي يعاني منها المجتمع ظاهرة الفضول حيث تكون في بداية الامر حب اكتشاف مثل حركة الصغار واسئلتهم والبحث والعبث بكل ما يحيط بهم وهي طريقتهم الوحيدة في التعرف والتعلم فهو دافع يعكس حب المعرفة الفطري وهو قسمان قسم محمود كما في الفضول العلمي وهو أساس كل تقدم واكتشاف وقسم مذموم فالمذموم منه ما تعدى حقوق الآخرين وينتقل في هذه الحالة من فضول الى مسميات اخرى لأنه فضول سلبي يتحول شيئا فشيئا الى مرض يصعب الشفاء منه بسهولة لانه يصبح عادة والعادة جزء من طباع الانسان وقد ينتج عن هذا الامر مشاكل اسرية تنشأ بين الزوج وزوجته وبين الأصدقاء أو زملاء العمل وحتى في العلاقات العابرة بين الناس كاللقاء في المواصلات أو الاجتماعات وحتى على المقاهي ومواقع التواصل الإجتماعي وكثيرا ما نجد شخص في العائلة لا تفوته شاردة أو واردة في العائلة إلا ويسأل عنها.
أن لكل إنسان مجموعة من الأمور الخاصة التي لا يحب أن يطلع عليها الآخرون أو بعض الناس ولا بد من احترام خصوصية الأشخاص والحفاظ على أسرارهم لأن من شأن ذلك زيادة الثقة بين الناس وتوثيق الروابط الاجتماعية لأنه في كثير من الأحيان يؤدي عدم احترام الخصوصية إلى نشوب المشكلات وضعف الثقة والتعدي على حقوق الآخرين.
فتجنب ﻣﺠﺎراة اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻔﻀﻮﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺛﺮﺛﺮﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ ذﻟﻚ فهؤلاء لهم رغبات عجيبة ودوافع غريبة تدفعهم قسرا لاقتحام حياة الآخرين واستطلاع أحوالهم واكتشاف أسرارهم وﺣﺎول ﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﺻﺪر ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻔﻀﻮﻟﻲ وﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﺄي ﺷﻲء آﺧﺮوﺗﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إﺟﺒﺎرك ﻋﻠﻰ ﻗﻮل ﺷﻲء أﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﻮﻟﻪ واﺟﻌﻞ إﺟﺎﺑﺎﺗﻚ ﻣﺒﻬﻤﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪدة ﻻ ﺗﺴﻤﻦ وﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻮع.
لماذا حين يبني شخص جدارا يصبح لجاره الفضول ان يعرف ماذا يوجد على الجهة المقابلة؟
إنَّ التَّطفُّلَ في شَـــأْنِ الوَرَى مَرَضٌ تَغْدُو بِهِ سَــمِجًا فـي النَّاس مَتْرُوْكَا
