اخبار عاجلةتحقيقات

“الارهاب يدمي المحروسة”


بقلم / الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

لا تزال مصر تنزف دماءاً وتودع أبريائها وتدفع فاتورة الخراب العربى المسمى كذبا بالربيع العربى ، هذه الدماء التى تُسفك فى أشهرٍ حُرُم وغير حُرُم بأيدى لا تعرف طريقاً إنسانياً للدين وقدسيته وللنفس وحرمتها ، فقط السلطة والحكم هو الهدف والمبتغى لهذه التنظيمات الإجرامية التى وجدت متنفسا كبيراً بعد هذه الفوضى من الثورات ، الجريمة هنا تتكرر ضد المسيحيين فى مصر وكالعادة فى يوم أعيادهم ، ما ذنب هؤلاء المدنيين من رجال ونساء وأطفال لكى يتم تفجيرهم بملابس العيد ؟!،
كيف لعقل أو منطق أن يتقبل فكرة قتل أبرياء فى يوم عيدهم وفرحتهم ولقاء أقاربهم وأحبابهم ؟! ، كيف لنفس سوية وفطرة سليمة أن تقبل بتحويل هذه الوجوه المبتسمة لكبار وصغار إلى أشلاء متناثرة ودماء تغطى دور عبادة وأحياء ينتحبون بكاءا وتنخلع قلوبهم حزنا وقد تحول العيد إلى مأتم لكل المصريين وأيام طويلة من الحداد والحزن والمأساة بكل معانيها !!
إن أحقر ما تم إرتكابه فى تاريخ البشرية هو القتل غيلة وغدرا وهذا النوع من الإجرام لا يجيده إلا من كفر بكل الأديان والقيم الإنسانية وكل ما يربطهم بالدين هو فقط ستار لإرتكاب جرائمهم ، لأن الإسلام يبرأ من سبيل المجرمين ومن يحذو حذوهم ، هذا الإرهاب الأسود الذى يتشبث بمخالبه فى جسد الأمة العربية التى تقرحت جروحها ولن تسعفها المسكنات ! ،
هذا الإرهاب الذى لا يعرف ديناً أوعرقاً أو مذهباً أو رجلاً أو إمرأةً كبيراً كان أم صغيراً فقط القتل لإشباع رغبات أنفس شيطانية وتحطيم كل القيم والمبادئ الأخلاقية التى تقوم عليها الحضارات الإنسانية ، يخطئ من يظن أن هذا الإرهاب والتفجير والقتل له أثر محدود مؤقت أومجرد وسيلة لتحقيق أهداف سياسية وفكرية ومن يجهل ذلك عليه بقراءة التاريخ ليعلم أن الإرهاب لن يتوقف لأنه غاية وليست وسيلة ، هو منهج فكرى شيطانى ينبت حيث الفقر والجهل وإنعدام الوعى ، هو أجلى صورة لإنحطاط النفس البشرية ، هو الفجور المدمر لحق البشر فى الحياة الدنيا حق الناس فى إكتشاف مواطن الجمال فى أنفسهم وفى الآخرين ، الإرهاب يعنى سلب الآخرين حق التعارف والتقارب ، الإرهاب هو الموت الحقيقى الذى يعيش بيننا ونحن فى غفلة ، الإرهاب درجات تبدأ بالتفرقة بين البشر على أسس كاذبة خاطئة مروراً بإثارة الفتن والشعارات الخادعة لهدف واحد هو الغدر فى لحظة غير متوقعة ، يجب علينا أن نعلم أن مواجهة الإرهاب ليست مسئولية الحكام فقط ولكن هى مسئولية الجميع ، الحل هو تجفيف المنابع وتطهير الإعلام وتجريم العنصرية حتى ولو باللفظ ومراقبة الأبناء ومناقشتهم وتطوير وتجديد المناهج التعليمية وتصحيح المفاهيم الدينية وإظهار آيات الرحمة والتسامح فى ديننا الحنيف ، إذا لم نأخذ بجدية وحماس وصبر هذه الخطة التى أصابنا الملل من تكرارها سوف تطاردنا هذه اللعنات فى مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وسمعة ديننا التى أصبحت للأسف على المحك !!…
ولا أملك إلا أن أتقدم بخالص العزاء للشعب المصرى الشقيق فى ضحايا التفجيرات الإرهابية وندعوا الله لهم ولكل برئ قضى نحبه غدرا وظلما بالرحمة والمغفرة .. والله المستعان

Related posts

للشهر الثاني على التوالي.. اضطراب حكومي فى صرف الحد الأدنى للأجور

Alahlam Almasrih

طه يتابع موقف المشروعات المتعثرة طبقا لتوجيهات رئيس الوزراء بمجلس المحافظين

Alahlam Almasrih

محافظ كفرالشيخ يتابع أعمال مسح الطرق الرئيسية بمدينة بيلا

Alahlam Almasrih