شاشةمحافظات

التكريم الأول وأبتهالات العام الجديد

التكريم الأول وأبتهالات العام الجديد

بقلم/ منصورعامر

أن معيار النجاح من المعايير الذي يتمتع بالشفافية ، فمدى مايتحقق من إنجاز كفيل بمعرفة أن هناك عمل وجهد ومثابرة وحين تعمل بكل ثقة بالله أولا وتخلص في عملك بنوايا سليمة وبسلوك متسم بالمحبة والتسامح والتواضع والأخلاص وبصمت فأن هذا الصمت يصبح ناطقا يسمع لدى أصحاب الأفئدة السليمة…..
وفي ظل التوجهات الإيجابية التي حرص عليها الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات باطلاق مسابقة يوم الرائد العربي لعام 2021 في الاول من ديسمبر من العام الماضي على مستوى الرابطات العربية تحت شعار من هو قدوتي بالكشفية بمشاركة مجموعة من رواد ورائدات الوطن العربي كان لابد لنا في لجنة الرواد للكشافة والمرشدات اليمنية والتي تضع لمساتها التأسيسية الأولى ولكوني المفوض الإعلامي للجنة الرواد اليمنية كان لابد من المشاركة الأولى لنا بهذه المسابقة ذات المضمون الهادف والراقي والذي تأتي برعاية من هم في ذمة الله المرحوم علي بن سعيد بن غندف وزوجته رحمها الله

وفي خضم هذا كان المفوض العام للكشافة اليمنية القائد/ مشعل سيف الداعري حفظه الله حريصا جدا في متابعة أنشطة اللجنة منذو قراره الصادر بتأسيسها في2021/9/30 ، كما كان للقائد حامدعمر باحارث رئيس اللجنة دورا كبيرا ومتميز في إعداد وتجهيز بواكير العمل باللجنة والتي كللت بالنجاح بأصدار مشروع النظام الاساسي للجنة الرواد والمرشدات اليمنية في خضم الاحتفالات بيوم الرائد العربي ال7 من ديسمبر وهو اليوم الذي أعلنت فيه نتائج المسابقة كأول البشائر وأول الغيث للجنة الرواد ولكاتب الأسطر الحائز على المركز الثاني بالمسابقة وكأول تكريم نحصل عليه من الاتحاد العربي وكتأكيد أن لجنة الرواد اليمنية تمشي بخطى ثابتة رغم عمرها القصير ونشاطها الكبير وبثقة ذات أهمية كبيرة تمثل الواجهة الجديدة لرواد الحركة الكشفية والمرشدات اليمنية وأنشطتها المتميزة مستقبلا بأذن الله وككيان يحفظ للرواد دورهم وأنشطتهم وتسيير اعمالهم

وأجد نفسي هنا أن أقف أجلالا واحتراما للرواد الأوائل الذين أسسوا الحركة الكشفية اليمنية في القرن الماضي ولعلى مشاركتي بالمسابقة وأختيار ي لقدوتي في الكشفية والذي يعد واحدا من الرواد الأوائل بالاربعينيات بمدينة عدن وهو الرائد الكشفي/ حسين سالم باصديق رحمه الله والذي يعد رائدا متعدد الموهبة والابداع فهو أحد رواد فن القصة العربية المعاصرة وأحد مؤسسي الكتابة والرواية والقصة القصيرة والمسرحية والمقالة الأدبية في الصحف والمجلات ، وفي الريادة الكشفية فقد كرم وهو طالبا بمدرسة بازرعة الخيرية الأسلامية بمدينة كريتر في عدن وهو بالصف الثاني ثانوي بحضور مؤتمر باريس1947، كماحصل على اعلى شهادة بالحركة الكشفية العالمية الوود بادج( Wood Badge) في لندن1948 وهو طالب بالصف الثالث ثانوي في عدن ، كان كشافا وقائدا كشفيا (1945_1956) حيث بعد تخرجه من الثانوية العامة عمل كاتبا بالارصاد الجوي لعامين، ليعود بعدها مدرسا في مدرسة بازرعة التي تعلم فيها للفترة1951_1956 ولم يكن دور فقيدنا وقدوتنا الباصديق بالمدرسة آنذاك دور المدرس فقط فقد كان راعيا لنشاط مدرسي رائع ثقافيا ورياضيا تمثل في لقاء الخميس الأدبي الذي يجمع فيه الصفوف العليا في نهاية اليوم الدراسي حيث يلقى الطلاب الخطب والأشعار ليتعودوا على البحث والتذوق الادبي الخطابي وكان مشرفا على مجلة الحائط المدرسية التي يقوم الطلاب بأصدارها شهريا وكان يشرف على الالعاب الرياضية في فناء المدرسة وكان قمة نشاطه يتمثل في تنظيمه وريادته لفرقة الكشافة التي تميزت بها مدرسة بازرعة الخيرية كأفضل فرقة كشفية في مدينة عدن في ذلك الزمن الجميل….
قال تلاميذه النجباء عنه وممن أصبحوا قيادات مجتمعية ورجالات دولة أنه كان شحنة من النشاط التربوي والتعليمي ، كيف لا وهو أول نقيب المعلمين1951وسكرتير جمعية مناصرةالطالب الفقير1955 وأحد مؤسسي النادي الثقافي المتنقل 48_49 ومجلة المستقبل الشهرية 1949 ومؤسس نادي الشباب الأدبي بعدن50_1960

قليلون من البشر يخلدون في ذاكرة الوطن ويحتضنهم وجداننا ويظل عليهم.فواحا في ساحة الفكر والإبداع العربية والإنسانية وقدوتنا حسين سالم باصديق واحدا من أعمدة الادب والكتابة والرواية اليمنية والعربية حفلت سيرته الذاتية في مدينة عدن بالعطاء المتنوع والخصوبة الذهنية حد التبخر الأفقي في فضاءات الكتابة الروائية منها على وجه الخصوص حيث يعد من أوائل من كتبوا هذا النوع الأدبي في اليمن ولعلى المكتبة اليمنية والعربية تختزن له الكثير من الروايات وعشرات من المجموعات القصصية وأكثر من خمسون مسرحية وعشرات من الدراسات والبحوث سنخوض بها بمقالات قادمة ونعرف عن قدوتنا في الريادة الكشفية وجوانب ريادية له وأنشطته في الحقول الاجتماعية والرياضية والتعاونية والتي تسكن في أعماق ووجدان كل من اتخذه قدوة له في الكشفية والكتابة والرياضة والاعمال الإنسانية الخالدة

الباصديق قدوتنا كرم بأعلى الأوسمة والميداليات ابرزها وسام الاخلاص ووسام الدولة الآداب والفنون وميداليتين من المجلس الأعلى للرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية لاسهاماته الرياضية 54_74 وتأسيسه ورئاسة لاندية عديدة كانت النواة بمدينة كريتر لتصبح بأسم نادي التلال الرياضي بعد الدمج وهو أقدم نادي في اليمن والجزيرة العربية الذي تأسس في 1905
وعشرات من الشهادات الدولية والعربية والمحلية

الباصديق قدوتنا من مواليد1928/12/9 وتوفي في22 نوفمبر1997 له من الابناء تسعة 6 بنون 3 بنات
حاصل على دبلوم في الاقتصاد التعاوني من كلية لفبرة بجامعة نوتنجهام بأنجلترا1962
حضر وشارك في عديد من الندوات والدورات التدريبية والمؤتمرات التعاونية في بلدان مختلفة وكان أحد خبراء التعاون العرب وعضو هيئة خبراء التعاون العرب بجامعة الدول العربية ومندوبا لبلادنا 68 _1971
تقلد عدد من الوظائف في الخدمة المدنية بعد خدمته كمعلم 51_56
أصبح ضابط سلوك في الشؤون الاجتماعية _محامي للاطفال56_58 ، ثم عمل في التعاون حتى صار مديرا لادارة التعاون والتسويق 58_1969 وبعدها نائبا لوكيل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي 69_1972 ثم عمل بسكرتارية مجلس الوزراء مترجما ثم مديرا لدائرة المتابعة ثم مديرا عاما للسكرتارية بالوكالة 72_80 وبعدها نائبا لمدير عام المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف في عدن80_1983 , ثم مديردائرة التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة وأخر المطاف ظل باحثا ثقافيا بالمركز اليمني للأبحاث الثقافية ومعارا لوزارة الثقافة كمديرا لداىرة التأليف والترجمة والنشر
كما شارك وساهم في تأسيس صروح
تعاونية وثقافية أبرزها الحركة التعاونية، والمعهد التعاوني بمدينة دارسعد والمكتبة الوطنية بكريتر

بعد وفاته طبعت صحيفة 14اكتوبر في عدن كتاب ضم أعماله تصدر مقدمته كلمة مؤثرة للرئيس الأسبق الاستاذ/ علي ناصر محمد اطال الله بعمره بعنوان رحل العظماء..فمن يسد الفراغ
وهنا أختم هذه الصورة الموجزة لقدوتي الكشفية..المتعدد المواهب كمايطلق عليه وفقا لإنتاجه الغزير وتصدره لكافة الأنشطة المختلفة الاتجاهات وأقول قد تختفي مثل هذه النماذج قليلا من الذاكرة الإنسانية لمرحلة أو مراحل…ويزحف الضوء بعيدا عن تلك الوجوه المسكونة بالعشق وقد تهاجر في زحمة الدنيا لبعض الزمن إقصاء أو تهميشها أونسيانا بعد أن غيبهم الموت …لكنهم يظلون طوال الوقت حالة مدهشة لاتغادر الذاكرة ونقطة ضوء في ظلمة الليالي الفارغة ، يظلون دائما أساتذة وقدوتي الباصديق كشافا ، معلما ، كاتبا ، قاصا ، مؤلفا روائيا ومسرحيا وباحثا ومترجما وأنسانا……واحدا من العظماء.الذين رحلوا ولازال الفراغ لم يسد ومازال الابتهال قائما ونحتاجه على الدوام

وكل عام وأنتم بخير

Related posts

سلام احالة عدد من العاملين بالوحدة الصحية بسخا للتحقيق

Alahlam Almasrih

زيارات مكوكية

Alahlam Almasrih

وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تسلم محافظة القاهرة مراكز تكنولوجية متنقلة لخدمات المواطنين

Alahlam Almasrih