أسقطوا (الراء) في (الحرب) بين الرفقاء
بقلم أمين محمد الفقي مستشار قانوني
وجب علينا الحديث عن إصلاح ذات البين بما يجمع الشمل ويذهب الغورمن الصدور ويزيل الفرقة بين الناس ويضم الجماعة على قلب رجل واحد فقد انتشر بين الناس في هذا الزمان الكثير من الخصال المحرمة عمل لها الشيطان اللعين وهيأت لها بعض النفوس بالتمكين.
ومن ذلك ظهورالحقد والغل والشك والوسواس والشحناء وانتشرت الكراهية بين الناس فسادت القطيعة والبغضاء وأصبحت القلوب في ضيق ونكد وتعب ونصب وكل ذلك بسبب أطماع دنيئة من أجل حفنة من تراب أو شبر من دنيا خراب وهضمت الحقوق وسلبت الأموال وانتهكت الأعراض وعمت الفوضى وكثرالخصام وانعدم الوئام وزادت مساحة النفاق واتسعت رقعة الشقاق ومن الأسباب الداعية والمواتية لذلك نزغ الشيطان لقوله تعالى { وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِيَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً } الإسراء 53 فإن الشيطان يتسلل بين الكلام فينزغ بين الناس لكلمة خرجت وربما عن غير قصد وكذلك سؤ الظن وكثرة المزاح لأنه كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أضر وأهلكنا والحسد والنميمة والغضب والتكالب على الحياة ومغرياتها والتكبر والتعالي على الناس وإن الشيطان يصول ويجول ليفسد بين الإخوان فإذا صار بين اثنين شيء أز الشيطان أحدهما لينتصر لنفسه ويرد على الآخر ويوهمه الشيطان أنه إن سكت فقد هزم وقل قدره بين الناس فلا يزال به حتى ينتصروقد أمرنا الله تعالى بإصلاح ذات البين بين الناس قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات 10
إن للصلح بين المتخاصمين فوائد كثيرة لانه ينتج عنه إحلال الألفة مكان الفرقة واستئصال النزاع قبل أن يستفحل ونشر المحبة بين الناس وتجنب المشاجرات والاعتداءات على الحقوق والنفوس وقد رغبت الشريعة في جمع القلوب والإصلاح بين الناس ولذلك جعل الله تعالى السعي للصلح بين الناس أمراً مرغوباً فيه وثواب لمن يفعله.
وينبغي الحكمة في محاولة الاصلاح لأنه إذا كان المتدخل في الخصومة غيرعاقل ولا يحسن التصرف فإن إفساده بين الطرفين سوف يكون أكثرمن إصلاحه ويباعد الشقة والخلاف بين الرفقاء بعد أن كان شيئاً محدوداً قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} 71 الأحزاب.
فيا اصدقائي احرصوا على اسقاط الراء في الحرب بين الرفقاء وتحضرني مقولة مشهورة ( بين الحاء والباء إختارالأحمق أن يضع رأسه وأضاف الراء فتحول الحب الى حرب يشعلها الحمقى ويدفع ثمنها الأبرياء)
جريدة الاحلام المصرية أسقطوا (الراء) في (الحرب) بين الرفقاء
