تحقيقاتمحافظات

رواية أسميتها شمس للكاتبة هيام الفاهوم حدود … السماء قراءة نقدية بقلم سليم النجار


رواية أسميتها شمس
للكاتبة هيام الفاهوم
حدود … السماء …
قراءة نقدية بقلم /سليم النجار
متابعة:لطيفة القاضي
أسمها مجرّد تفصيل سبب ان هذا الاسم تحول إلى ذكرى ؛ وان كانت تصّر الكاتبة هيام سرد قصة السماء ؛ لابد أن بصير لها جناحان جناح الذكرى ؛ والجناح الثاني المقاومة ؛ والسؤال الذي يطرح نفسه بعد تصويرها للجناحان ؛ هل هناك زينة حياتية فوق السرد ؟ ؛ : ( المهم سنة كانت ميلادي في ١٩٥٦ وكلما اردت السؤال عنه يقال بأنه كان في بداية سعد الخبايا ص٤) .
ولابد من الإشارة الى ان بداية الاغتراب المؤلم الذي صوّرته بحنكة جمالية ؛ والدافع الجمالي من مؤشرات المقاومة التي ترفض هذه الهزيمة التي تعرض لها العرب ؛ : ( لم اعلم أن شمس حزيران ستنكس بعد عام واحد من قدومها ؛ وسيضيع باق الحلم ؛ وسيتوه النصر في حلكة هجرة أخرى ووطن ملكوم بجراحه لتثقله جراح الاشقاء بعد أعوام ص٧) .
ولو دققنا في رؤية السرد لرواية ” أسميتها شمس ” لتذكرنا ما قاله ارسطو ” ارى ان النفس والجسد يؤثر كلٌّ منهما في صاحبه “١” ( النفس ودماغها : تعليقات تاريخية حول مشكلة العقل / الجسم ؛ قسم ٤٨ ( ديكارت : تَحوُّل في مشكلةالعقل / الجسم )
إن كثافة الرؤى ؛ والمشاهد ؛ اللقطات النفسية لصور السرد في تصوير تصاريف الأيام ؛ : ( مرت السنوات تستمر بالأعبيها وحبك الخطط والمصائب … ص٥ ) .
هنا اشتغلت فكرة الفكر في السرد ؛ وفي عبارتها الروائية ؛ اذ تمكنت الكاتبة هيام تشكيل الفكر كوحدة فكرة تجلت على صورة ماذا وراء هذه التاريخانية الثولوجية ؟ ؛ : ( نحن الشعب الذي يعشق الحياة ولكن الحياة لم تعشقه قط ؛ وكأنه حبٌ من طرف واحد وعلى المحب ان يحكم بالعذاب لأخر عمره ص٢٠ ) .
وهذا النوع من الكتابة السردية بوصفه مسرحًا او بالأحرى بوصفه نوعًا من المسرحية الشكسبيرية الطويلة ؛ يرى المشاهدون فيها ” الشخصيات التاريخية الكبرى ” او ” البشرية ” بمعناها المجرد ؟ ؛ ويظنون أنهم يقدمون جوابًا تقيًا حين يقولون ” الله ” ولكنهم مخطئون . وجوابهم محض تجذيف . ذلك ان المسرحية كتبها الذي تعذب وانتمى لهذا الشعب – الفلسطيني . ولا شك ان الأغتراب النفسي هواشتقاق وصفي بالنسبة للمعذّب ؛ ولا يركن للمرجعية المعجمية ؛ لهو اغتراب يصب في دائرة تفعيل اللغة ؛ وليس هذا ما ترنو له الكاتبة هيام وبهذا الإحساس الإبداعي أدركت ان الوصف هو فاعلية الخصوبة والغني للأفكار ؛ : ( كانت الأوضاع في المخيم في أواخر الستينات وتحديداً في العام ١٩٦٩ حيث اشعل العالم كله ثورة حُرق المسجد الأقصى ص٩ ) .
وسردت الكاتبة وإذ نحتت فكرة مفهوم معقول ؛ ان الثقافة إذ يمكن أن تنتشر بمعزِل عن مورَّثاتنا واستحابة لمفاهيم واعية ؛ : ( كان هذا ليس العمل الأول من نوعه ؛ دائماً الفاعل دولة الاحتلال غابت والعدالة عمياء ص١٠ ) .
إن هذه الصور الروائية التي تتأتى ضمن رؤبة واضحة لدى الكاتبة وتقدّمها للمتلقي بشكل سلس وسهل ؛ : ( دقات القلوب يومها متسارعة الوتيرة مشدوهة ومشدودة إلى يدي أبي وكأنها تجري الآن عملية جراحية لكن القلق اختبأ في القلب ث٤١ ) .
ما يثير ؛ ويرفع قيمة السرد الأنسجام الحاصل في تفاعل البنى الإيقاعية للغة السرد والدلالية كلها ؛ : ( إنه الحب يا شمس رافقني منذ سبعة عشر عاماً ولم يغادرني ليلة ص٤٩ ) .
مازلنا نحتفي بضيق الذكرى ؛ لذا اسمت هيام الفاهوم روايتها ” اسميتها شمس ” ؛ لتبقى مساحة الهوامش تبحث عن عنا كفاعل يقفز على الحدود ؛ وكحنين قبل ولادة النصر .

Related posts

سيدصادق يكتب نتعرف على أعراض سحر التفريق بين الزوجين

Alahlam Almasrih

تهنئة وتبريك

Alahlam Almasrih

الجمعية المصرية لرواد الكشافة والمرشدات تنظم سلسة من المحاضرات

Alahlam Almasrih