شاشة

في مستقبل الجيل الموبوء  !!!

في مستقبل الجيل الموبوء  !!!

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

  لم أكن متشائما كابن الرومي أو كأبي العلاء المعري وغيرهم من متشائمي العرب ، لكنها الحقيقة التي لامناص من تقبلها ؛ لذلك فإن من يقرأ التاريخ حتما يعلم حقيقة ما أريد الخوض فيه هذه الليلة ؛ لأن الأجيال تختلف في أفكارها ووعيها باختلاف الزمان والمكان ، فأنت تجد أجيالا نشأت في زمن واحد لكنها تختلف باختلاف الجغرافيا من حيث الوعي والتفكير ، إذ ينشأ جيل في إقليم ما موبوء الوعي والفكر ، وغيره في إقليم مجاور خال من ذلك الوباء تماما ، من ذلك على سبيل التمثيل ؛ الجيل الذي صاحب النبي لوطا ، أو ماسمي بقوم لوط ، فهؤلاء كانوا جيلا موبوء الفكر مختل الوعي ، وعندما يصل الوباء إلى مراكز الوعي والتفكير في عقل الإنسان ، فإن هذا الأخير يصبح سلوكه غير سوي ، وتصرفه غير طبيعي ، الأمر الذي يجعل منهم جيلا ممسوخا ، لايفرق بين مايضره وبين ماينفعه بل لايستطيع التمييز بين البناء وبين الهدم ، بين التعمير وبين التخريب ، بين النهضة وبين الرتابة ، بين العدو وبين الصديق ……
    نعود للجيل الذي سمي قوم لوط ، حقا لقد استفحل بعقولهم الوباء حتى دمر مراكز التمييز ، فأصبحت تصرفاتهم غير طبيعية بل تخالف الفطرة الإنسانية السوية ، وتتجه نحو الغرائزية الشاذة ، فما إن سمعوا أن هناك ضيوفا في منزل نبيهم لوط حتى أقبلوا إليه يهرعون ، “قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولاتخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد”(78) “قالوا لقد علمت مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم مانريد”(79) سورة هود … وهنا يتبين جليا أن الوباء قد أصاب قوم لوط في مقتل ، ولم يعد باستطاعتهم التفريق بين حق وبين باطل ، الأمر الذي ينبئ بانتهاء ذلك الجيل ، أكان بإخفائهم من على وجه الأرض أو ببقائهم يشبهون الأحياء ؛ لأنهم في كلا الحالتين هم أموات …. ولا أظن أن جيل الشباب في حاضرة بحر العرب إلا من الأجيال المصابة بالأوبئة الفكرية ، الأمر الذي يجعل منهم معاول هدم ؛ لأن عقولهم قد استوطنتها الأوبئة ، وعملت على تدمير مراكز التمييز بل وقتلت خلايا التفكير الإيجابي ، فتصبح تصرفاتهم سلبية وسلوكهم شاذ ، من ذلك على سبيل التمثيل ؛ خروجهم في تظاهرات ضد الحكام المستبدين الفاسدين  ، وهذا  أمر لاغبار عليه ، إذا كان الغرض توصيل رسالة رفض لظلم الحاكم واستبداده ، لكن الأمر يذهب إلى غير ذلك ، إذ تجدهم يذهبون إلى اقتلاع أعمدة الكهرباء ، وإحراق المؤسسات الخدمية للمواطن ، وغير هذا مما لايقبله عقل ولامنطق . والأسوأ  من ذلك أن الشباب الجامعيين الذين نعقد عليهم الآمال في بناء الأوطان وصناعة الحضارات ، تجدهم هم من يقومون بتدمير مؤسساتهم العلمية ، فأنت إذا ماذهبت إلى كلية الحقوق ، انظر إلى النجفات الكبيرة في سطح المبنى من الداخل ، ربما تجد المعلبات الفارغة في أعلى النجفة ، وقد رماها الشباب بعد أن احتسى مابداخلها من العصائر ، ارتأى أن يرمي المخلفات إلى أعلى النجفة لتكون شاهدا على أن أفكارهم  صارت موبوءة ، ووعيهم لم يعد يستطيع التمييز ،  وبعد هذا قم بزيارة لمؤسسة علمية أخرى ، لعلك تجد شبابها يقومون كل يوم بتخريب مكيفات التهوية ، فضلا عن تعطيف ريش المراوح ، واقتلاع مفاتيح الكهرباء عامة ، فضلا عن الخربشات التي يتعمدون القيام بها لتشويه جمال المؤسسة … فأي مستقبل يفكر فيه هذا الجيل ، وأي وطن سيبنيه !!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Related posts

هلال عبدالله يكتب الصداقة الحقيقية

Alahlam Almasrih

استعدادًا للشتاء.. حملات لتطهير بالوعات الصرف الصحي في بيلا

Alahlam Almasrih

تهنئة وتبريك

Alahlam Almasrih