شاشةمحافظات

قد تكون عنصر من عناصر المافيا الاتجار بالبشر دون ان تشعر


قد تكون عنصر من عناصر المافيا الاتجار بالبشر دون ان تشعر .
شادي الكردي
باحث في مكافحة الجريمة المنظمة
الاتجار بالجنس هو من اخطر العمليات الاجرامية التي تقع ضمن عمليات الاتجار بالبشر ضمن مفهوم الجريمة المنظمة .. يحدث الاتجار بالجنس عندما يستخدم شخص ما القوة أو الاحتيال أو الإكراه او الابتزاز للتسبب في ممارسة جنسية لهدف التجارة والربح مع شخص بالغ أو يتسبب في قيام قاصر بارتكاب فعل جنسي .

يستخدم المتاجرين الإنترنت كوسيلة لاستهداف الشباب المطمئنين والضعفاء لتحقيق مكاسب مالية شخصية .
فالاتجار بالجنس هو شكل من أشكال العبودية الحديثة الموجودة في جميع أنحاء العالم .
وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي اف بي اي ، فإن الاتجار بالجنس هو ثاني أسرع صناعة إجرامية نموًا – بعد تهريب المخدرات. إنها صناعة سهلة ومنخفضة المخاطر (لا يزال العديد من المتاجرين بالبشر يعتقدون أن هامش الربح المرتفع يستحق المخاطرة بالكشف) ، وصناعة مربحة بسبب الطلب الهائل من المستهلكين.

مثل الكثير من أساليب الاستمالة التي يستخدمها المتحرشون الجنسيون ، يغري المتاجرين بالجنس هدفهم في علاقة عبر الإنترنت ، بهدف نهائي هو العلاقة الجنسية المصورة . يستخدم المتاجرين بالبشر عملية مدروسة للتعرف على ضحاياهم وتجنيدهم .
يحدث ذلك في ثلاث مراحل رئيسية: الاستكشاف ، والتلاعب ، والاصطياد. غالبًا ما يغمر الضحايا بالحب والرومانسية والوعود بحياة أفضل. يتم إغراء الآخرين بوعود كاذبة بوظيفة ، أو منحهم هدايا باهظة الثمن. ومع ذلك ، فإن اللعبة النهائية للتاجر (أو القواد) هي إجبار هدفه أو التلاعب به في الدعارة او بيع المواد المصورة عبر المواقع الاباحية بالاف الدولارات .

يستهدف المجرمين المراهقون (الفتيان والفتيات) الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 19 عامًا هم ضحايا ، وكذلك ايضا في تلك الايام يتم استهداف كبار السن والمطلقات والارامل واحياناً المتزوجين .
فتاجر الجنس يبحث دائماً عن من هم يبدون ضعفاء من خلال صورهم او كتابتهم الحزينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ومكتئبين ، ويبدو أنهم منعزلين عاطفياً عن العائلة والأصدقاء او قد تعرضوا لحادث عاطفي ما ، أو يفتقرون إلى التقدير أو يبدو أنهم يقضون الكثير من الوقت بدون إشراف .
كثيرًا ما يتم استهداف الشباب الهاربين والمشردين ، وكذلك ضحايا العنف المنزلي أو الاعتداء الجنسي أو الحرب أو الصراع أو التمييز الاجتماعي من قبل المُتجِرين.

يستمر تاجر الجنس في البحث والتحايل والتلاعب من خلال حسابات وهمية حتى اصبح الان الوضع ابسط واسهل ما يمكن له دون حيل او تلاعب او حتى ابتزاز .. فبعض الفتيات هم جنود مافيا الجنس دون علمهم .. فبعض أنواع المواقع الإباحية هي في الواقع تنشأ من خلال صور الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، خاصة وأن إنتاج المواد الإباحية غالبًا كان ينطوي فقط على استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه والابتزاز للحث على أداء من يظهر في المواد الإباحية من خلال مقاطع فيديو او صور اغراء ولكن الان تم تصميم مواقع جنسية بابسط وسائل البحث وهي البحث فقط عن صور الفتيات ومقاطع التيك توك واليوتيوب والانستجرام وتحميلها وبيعها للمواقع الجنسية , فاصبحت تجارة سريعة دون مخاطرة من قبل المجرمين , وقد تساعد الفتيات تلك المجرمين من خلال نشر صورهم العادية الغير اباحية والتي فقط قد يظهر فيها الجسد مجسم بملابس ضيقة بالحجاب والغير حجاب او صور منزلية او مقاطع رقص باحدي الافراح او المنازل دون حظرها من العامة اي ان تصبح الصور ليست مخصصة للاصدقاء فقط بل للعامة وهذه من اخطر طرق نشر الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من التحذيرات الشديدة بعدم نشر الصور للعامة , فتشير تقديرات البحث الى ان هناك اكثر من 41 مليون مؤشر بحث ينشر صور لفتيات قد تكون ضحية صورة لها اعجب بها المجرم لهدف اغراء ما وبيعها لتلك المواقع الاباحية تحت مسمي بحثي فتيات محجبات .. وكذلك نشرت في الاونة الاخيرة فتيات وسيدات تنشئ قنوات مخصصة للروتين اليومي في منازلهم وقد يظهر فيها جسدها اثناء عملها بتنظيف المنزل لهدف زيادة المشاهدات والكسب المالي وكذلك ايضا فتيات التيك توك والتي قد تساهم مساهمة كبيرة في تطوير وزيادة كسب المواقع الاباحية .. ولكن في الحقيقة هي تساهم وتشارك في جريمة من اخطر الجرائم البشرية وهي الاتجار بالبشر والتي يعاقب عليها القانون المصري والدولي باشد العقوبات .

تشير التقديرات إلى أن الإيرادات السنوية لصناعة تلك المواد الجنسية وصلت إلى 13 مليار دولار. يمكن للمُتجِرين بيع الصور الجنسية للنساء بالإضافة إلى اغراءهم على ممارسة فيديوهات الاغراء والرقص بمكاسب مالية كبيرة ، وكلما كانت الفتيات أصغر سنًا ، زادت تكلفة الصور والفيديوهات ، مما يجعل صناعة المواد الإباحية للأطفال تحت السن واحدة من أكثر الأسواق ربحًا للمتاجرين بالجنس . نظرًا لأن معظم المعاملات بين المتاجرين بالبشر والمشترين تتم عبر الإنترنت .

إذا تُرك الاتجار بالبشر دون رادع ، فسوف يستمر في الازدهار في البيئات التي يمكن للمتجرين فيها جني مكاسب مالية كبيرة مع مخاطر منخفضة نسبيًا للوقوع في فخ أو خسارة الأرباح . وعلى الرغم من الوعي المتزايد بهذه الجريمة وتحذيرات الجهات الامنية المصرية والعالمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاقمار الصناعية ، إلا أنها لا تزال تعاني من نقص في الإبلاغ عنها بسبب طبيعتها السرية ، والمفاهيم الخاطئة حول تعريفها ، وقلة الوعي بمؤشراتها الخطرة .
شادي الكردي
باحث في مكافحة الجريمة المنظمة

Related posts

مقعد الإمارات بمجلس الأمن .. انتصار لمسار “العمل الإنساني”

Alahlam Almasrih

الزميل الإعلامي الأستاذ خالد حناوي يصدر مؤلفه الجديد( الحلم والمسيرة)

Alahlam Almasrih

الصحة: تقديم الخدمات الطبية لـ 980 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية على مستوى محافظات الجمهورية

Alahlam Almasrih