الصورشاشة

كيف نبني هذا الوطن ؟!

كيف نبني هذا الوطن ؟!

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

لعل من أدار أو يدير مرفقا أو مؤسسة من مؤسسات الدولة يعلم كثيرا من الأمور التي لايعلمها الكثير ممن ينتقدون قصور الأداء والإنتاج في تلك المؤسسات ، أليس الأمر كذلك ياطامح ؟ كلا ياصديقي ، أنت تعلم أنني رجل مثالي ، وأريد أن أرى مؤسسات الدولة على أكمل وجه لاقصورا في الأداء ولا ضعفا في الانتاج ، وأنت ياصديقي ، كما عهدتك ، من أنزه الناس وأكثرهم إخلاصا في العمل ، صحيح ياطامح ، لكنك لاتعلم ما الذي يدور في أروقة المؤسسات من صراع بين الخير وبين الشر بل بين الشرفاء النزهاء وبين اللصوص الفاسدين ، وما ذلك الذي يدور  في أروقة المؤسسات الحكومية ياصديقي ؟ إنه كثير جدا ياطامح ولايتسع المقام لشرحه ، لكن سأورد لك منه مايطمئن به فؤادك ، ويصدقه عقلك وجنانك ؛  من ذلك أن الدولة في زمننا لاتستطيع القيام بعمل خطة مزمنة ، ثم توزيعها على المؤسسات والمرافق الحكومية ، بحيث تعرف كل واحدة ماعليها من واجبات ومالها من حقوق ، لذلك فالمؤسسات اليوم تعتمد على نشاط مديريها ياطامح ، لكن كيف تعتمد على نشاط المدراء ياصديقي ؟ أي إذا كان المدير نشيطا ونزيها ، فإنه يستطيع أن يشمر عن مئزره ويركض إلى منظمات المجتمع المدني ، ورجال المال والأعمال لعله يحظى بشيء من الدعم للمؤسسة التي يديرها ، غير أن الفاسدين في هذه الأثناء سيكونون له بالمرصاد ياطامح ، وما الذي يستطيع فعله الفاسدون ياصديقي ؟ كأن يقومون بافتعال بعض القضايا التافهة والكاذبة ، وخلق الزوبعات ، وتخريب المقتنيات داخل المؤسسة حتى ينشغل المدير بمعالجة التخريبات والزوبعات الداخلية ، وهنا ينشغل عن رسالة المؤسسة ، ودورها الحقيقي للارتقاء بالمجتمع ، وصناعة الجيل الواعد ، إذ يبقى يدور حول نفسه في مواجهة مايصنعه الفاسدون ، أفهمت ياطامح ؟ أجل فهمت ياصديقي ، وعلمت لماذا نحن نراوح في مكاننا وحسب ، ومع ذلك كله كن على ثقة ياطامح أن حبل الكذب قصير ، وأن الخير حتما سينتصر على الشر ، وأن وعي الشباب هو أمضى سلاح لاجتثاث رواسب الفساد وأقزامه المعتوهين …..

Related posts

سائق أجرة يعتدي على عامل “كارتة” في كفر الشيخ

رواد الكشافة والمرشدات اليمنية تصدر مشروع النظام الأساسي

Alahlam Almasrih

وزير الشباب والرياضة يوفد عبد الجابر لاسيوط

Alahlam Almasrih