اخبار عاجلةمحافظات

من تراب الطريق (838)


رجائى عطية
مرتضى المراغى شاهدًا على حكم فاروق (47)

يبدى مرتضى المراغى أن مشكلته الكبرى لم تكن من ناحية الموظفين العاملين معه بوزارة الداخلية، بل كانت مشكلته فى وزارة الحربية، كبار موظفى وزارة الداخلية كانوا إما ضباطًا وإما مدنيين أمضوا خدمتهم فى السلك العسكرى البوليسى أو المدنى الإدارى وتمرسوا العمل. أما وزارة الحربية فالقيادات الكبرى الثلاث كانت معهودة إلى رجال لا يعرفون شيئًا عن الفن العسكرى وتكتيكه.

فقائد الجيش الفريق حيدر تخرج فى المدرسة الحربية عام 1916 فى الوقت الذى كان الطالب يمضى فى المدرسة سنة على الأكثر ويتخرج بعدها ضابطًا ثم يلتحق بالجيش، ولكن حيدر بدل أن يلتحق بالجيش التحق بسوارى البوليس لأنه كان يجيد ركوب الخيل واشتهر بمطاردته للمتظاهرين بفرقة الخيالة التى يرأسها وحظى بتقدير السلطات البريطانية ودخل مصلحة السجون، وكان الملك فؤاد يحاول إصلاح حوالى خمسين ألف فدان من الأراضى البور تملكها الخاصة الملكية فأقترح عليه مدير الخاصة أن يستعمل المساجين لإصلاحها.

وتمكن الضابط حيدر بسوطه الذى جال فى ظهور السجناء وأدماها من تحويل القفر إلى سندس أخضر در على الملك فؤاد غلة كبيرة ومالاً وفيرًا، وأصبح حيدر محل تقدير القصر فرقى ترقية استثنائية حتى وصل إلى منصب مدير السجون.

ولما خلف فاروق والده كان السجناء دائمًا فى حقول القصر وحدائقه يحفرون الترع والمصارف ويقيمون الجسور، وسياط حيدر على ظهورهم، فأعجب فاروق بحيدر وقربه وعينه ياورا شرفيًا حتى فوجئ الجيش، ضباطًا وجنودًا عام 1946 بتعين حيدر رئيسًا لهيئة أركان الحرب ثم قائدًا عامًا للجيش ووزيرًا للحربية عام 1948 وساق حيدر الجيش إلى الحرب وأسلحته ناقصة ووسائل مواصلاته هزيلة، وقد اعترض بعض السياسيين على هذه الحملة التى ارتجلت بغير استعداد، فقال حيدر : إنه واثق من النصر وإن الحملة العسكرية ستكون نزهة.

وكان رئيس أركان حرب الجيش الفريق عثمان المهدى يتميز بشاربه المفتول إلى أعلى والمدبب بالكوزماتيك، وحياته كلها أمضاها ضابطًا فى الحرس الملكى.

وكان قائد سلاح الطيران ضابطًا فى الجيش حتى وصل إلى رتبة لواء ولم يدرس الطيران فى حياته أبدًا ثم نقل إلى منصب قائد سلاح الطيران ومنح لقب اللواء الطيار.

هذه هى المجموعة التى كان على المراغى أن يحاول العمل معها ولكنه وجد فيها سدًا منيعًا متكاتفًا يمنعه من الاطلاع على شئون الجيش.

ويضيف مرتضى المراغى:

«رأيت أن أخذ الأمر بالحيلة وأن أحدث ثغرة فى ذلك السد الثلاثى، ووجدت الأسباب القوية لاقتلاع أحد أركانها، وكان الفريق عثمان المهدى رئيس هيئة الأركان، فتقصير عثمان المهدى كان واضحًا فى حادث حريق القاهرة لتأخره فى إنزال الجيش وتردده فى إطلاق النار، والملك على رغم انغماسه فى ذلك الحريق إلى حد كبير لا يستطيع أن يدافع عن تقصير عثمان المهدى وإلا أصبح الأمر مكشوفًا، ولكنى قبل أن أطلب عزله أخذت أبحث عن ضابط قوى الشكيمة يستطيع أن يقف فى وجه حيدر وأن يكون محبوبًا ومحترمًا من ضباط الجيش وأن أعتمد عليه فى إزالة أسباب تذمر صغار الضباط وعثرت على لواء يسمى حسين فريد قيل : أن صفات كثيرة حسنة تتوفر فيه، فتقدمت بمذكرة إلى الملك أطلب فيها إحالة الفريق عثمان المهدى بتهمة التقصير وتعيين اللواء حسين فريد رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة.

«ولكن حيدر باشا أسرع بإرسال خطاب إلى الملك يقول فيه : إن خروج عثمان المهدى يؤدى إلى تقولات بان الجيش قصر فى واجبه نحو حريق القاهرة وأن الحكومة الحالية أعلنت أنها جاءت لتطهير الفساد فى إدارة الحكم، وان إخراج عثمان المهدى معناه أن الحكومة بدأت أول أعمال التطهير فى الجيش، ولكنى أصررت على إقالة عثمان المهدى وتعيين اللواء حسين فريد واستبشرت خيرًا بأنى فعلت شيئًا آمل أن تتبعه أشياء، ولكنى أملى مع الأسف خاب!!!».

Related posts

الرئيس يكرم ٣٢ أماً مثالية مارس القادم ٥٠ ألف جنيه قيمة الجوائز

جامعة هليوبوليس تستقبل وفد السفارة الفلسطينية لبحث سبل إستقبال ودعم الطلبة الفلسطنيين

Alahlam Almasrih

رواد جازان يحتفلون باليوم العالمي للمنديل الكشفي

Alahlam Almasrih