اخبار عاجلةمحافظات

ولعل أيام الحياة قليلة فعلام يكثر عتبنا ويطول


بقلم امين محمد الفقي
ولعل أيام الحياة قليلة *** فعلام يكثر عتبنا ويطول
أن العتاب من باب الحفاظ على الود شيء جميل ومدعاة للمودة وحسن العشرة بين الناس لأن العتب بالفعل يجلي الصدر وفي الكثير من الأحيان يعتبر عتاب الأشخاص أفضل من فقدانهم فهو لا يوجه سوى للأشخاص الذين نحبهم ونهتم لأمرهم ونرغب في الإحتفاظ بهم اضافة الى أن التهاون قد يدفع الطرف الآخر الى التمادي وتكرار الخطأ فالعتاب جميل ومباحا لكن بحسب المعاتب وطريقته في العتاب وهذا مشروطا بأن لا يضع الطرف الآخر موضع المتهم ويجعله مضطرا إلى الدفاع عن نفسه بطريقة تبدو وكأنه يبرئ شخصه من تهمة مؤكدة كما يجب اختيار الوقت والمكان المناسب وأن يتم العتاب بلباقة لفظية حتى لا يعتبر توبيخا وأن يكون على انفراد وليس أمام الناس وبلا مبالغة وضعف معلومة وابتعد عن مقولة ( قيل لي أنك قلت عني ) فقد تكون ردة الفعل عكسيا وغير متوقعة ويخسر المعاتب الطرف الآخر قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6 وأن إحسان الظن لا يمنع المعالجة والتصويب بل يجعله أمرا حتميا لكي لا يزداد الزلل وتستفحل الأخطاء وحفاظاً على المحبة وديمومة الإخاء.
هناك أشخاصا تقوم حياتهم على العتاب ويشترطون أن يقدم لهم الآخرون الأعذارعلى كل ما يتضايقون منه وأن عتاب هؤلاء الأشخاص يعود إلى طبيعة تكوينهم الشخصي وإلى نفسياتهم التي غالبا ما تكون مضطربة فالعتاب المتكرر يؤدي بصاحبه إلى الوحدة فلا يجد في النهاية له صاحبا ولا صديقا بعد أن يضيق الناس بسلوكه والعتاب الذي لا مبرر له يؤثر بشكل سلبي على الشخص الذي يوجه إليه العتاب ويؤثر على الشخص المعاتب سواء بسواء.
وكما هو الحال في كل بيئة تتسم بالتفاعل بين الناس يجب أن نراعي ونتقبل أن النقص في كل البشر سجية والأصل هو الإختلاف والتنوع وأن هذا التنوع يولد من منطلقات مختلفة يأتي في مقدمتها الجهل والظلم والغفلة والعجلة وحب الذات واتباع الهوى وضعف التجرد وتفاوت الناس في درجة فهم واستيعاب الأمور.
وقد علمنا القرآن جمال العتاب في قوله تعالى معاتبا عبده ونبيه محمد صل الله عليه وسلم : {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ }التوبة43 فقدم ربنا سبحانه وتعالى العفو قبل العتاب ليعلمنا إما أن نعفوا بلا عتاب أو نعاتب بصفاء النفس المسامحة.
فلا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة ويجر إلى البغضة واستعتب من رجوت إعتابه .

Related posts

الخطة المستقبلية

Alahlam Almasrih

تهنئة وتبريك

Alahlam Almasrih

روّاد العرب يتجوّلون بحيّ البلد في الطائف

Alahlam Almasrih