شاشةمحافظات

هلال عبدالله يكتب الصداقة الحقيقية


الصداقة الحقيقية
إن حياتنا هذه الأيام لا تخلو ممن يقول إن الصداقة الحقيقية في طريقها إلى الانقراض، في زمن يتسم بالماديات والمصالح والضغوط المختلفة، وفي الجهة الأخرى هناك من يتساءل عن الطريقة الصحيحة لإقامة صداقة وثيقة، في زمن أصبح العثور فيه على صديق مخلص صعبا جدا، وعن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.والاهتمامات التي تفرضها المصالح من الطرفين أو مصلحة من جهة واحدة، وإن من أول أسس الصداقة أن يكون الشخص صادقا مع نفسه قبل الآخرين، ويستطيع أن يكون متفهما لجوانب وأبعاد شخصيته وتقليل سلبياتها، فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم وتقبل جوانب النقص فيهم فإنهم يواجهون الصعوبات في إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.

وللعلم فإن هناك من يرى أشخاصا نمضي معهم أوقاتا سعيدة جدا في أثناء الجلوس معهم في أماكن هادئة أو الخروج معهم في نزهة، وعند انقضاء تلك الفترة الجميلة تصبح الصحبة غير محتملة، ويصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء مناقشات شخصية.

إذن هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء، فالعلاقة بهم لسبب معيّن ووقتي، وبالتالي فإن الصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريبا من النفس رغم كثرة المشاغل اليومية، فتجده إلى جوارك في أي وقت تطلبه وفي المحن، حتى لو اختلفت وجهات نظر الصديقين في أي موضوع أو أي مشكلة خاصة، ويعتقد كثير من الناس أن السن المناسب للصداقة هو سن الشباب لإقامة صداقات حقيقية، وأن العلاقة بين أصدقاء الماضي عادة ما تكون أقوى من الأصدقاء الجدد.

إن الإنسان في حاجة ماسة إلى من يضع فيه ثقته الكبيرة، ولا يتورع عن اطلاعه على أي سر في قلبه، فالصداقة في البداية والنهاية هي حاجة اجتماعية محببة لا غنى عنها، فيجب على كل واحد منا أن يختار صديقا واحدا مخلصا، ويكون على قلبه في كل ما يدور في هذا الزمن المخلص، فهو بمنزلة شريك في حياتك وعلاقته تكون أكثر من علاقتك بأخيك.

Related posts

منظمة الحق : تدين وتستنكر الهجوم التخريبي على ناقلتي نفط سعوديتين .‬

Alahlam Almasrih

وائل كفوري “حالف عالحب ” في حفل استثنائي في مونتريال

Alahlam Almasrih

مستقبل وطن كفر الشيخ يفتتح مكتبا لخدمة المواطنين بالتنسيق مع النواب

Alahlam Almasrih