كتب هلال عبدالله
منذ عدة أيام محتاراً امام بائع الخضار وهو ينظر الى الطماطم وقد ارتفع سعرها الى حد جاوز المعقول، وقد لا تكون حيرة المواطن المصري نابعة من رغبته في شراء الطماطم، ففي النهاية يمكن الاستغناء عنها امام سعرها المرتفع جداً، بل ان حيرته من أسباب ارتفاع سعرها؟
لقد اجابت وزارة الزراعة عن هذا التساؤل في بيان أصدرته يوم الاثنين ٣٠/٩/٢٠١٨ بشأن ارتفاع الأسعار مؤكدة فيه ان هذا الارتفاع جاء نتيجة قلة توريد المحصول من الجانب وداعية التجار الى عدم التركيز على دولة واحدة بل اعتماد جميع المنافذ الحدودية لسد الاستهلاك المحلي ومنع ارتفاع الأسعار!!!
وهذا ما اثار حيرتي وتساءلي شخصياً، الم يكن الأولى بنا التركيز على الزراعة المحلية واعتماد آليات عمل تضمن عودة المزارع المصري لأرضه التي هجرها منذ فترة ليست بالقصيرة بسبب قلة الدعم الحكومي للإنتاج الزراعي المحلي من جهة، وعدم قدرته على مواجهة المحاصيل المستوردة من جهة ثانية، وقد بين الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية على لسان رئيسه حيدر العصاد ان مصر بإمكانه الاكتفاء الذاتي بمنتجه المحلي من الطماطم فيما لو توفرت عدة ظروف منها، المخازن الجيدة والالتزام بالروزنامة الزراعية وإيقاف الانفلات في المنافذ الحدودية، وعدم التركيز على محاصيل معينة على حساب المحاصيل الأخرى، والتي لا بد تطبيقها لإخراج العراق من التبعية الغذائية لدول الجوار.