الحقد الصليبي الصهيوني على دمشق
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
هل قرأتم التاريخ جيدا أيها العرب ، أعيدوا قراءته جيدا ، والتأمل في ما وراء سطوره لعلكم تعلمون ! عودة الصليبيين إلى شهباء الشام التي مثلت ذات يوم العنفوان العربي ، ومنطلق جيوش الفتح الإسلامي – بعد إعدادها وتجهيزها – نحو مشارق الأرض ومغاربها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ؛ لأن الصليبيين لايتجاهلون التاريخ ، ولاينسون ثأرهم ، كما هو الحال عندنا نحن معشر العربان .
فالحملات الصليبية ظلت تتواتر نحونا وتتقاطر من قديم الأزمان ؛ لأنهم مازالوا يقرأون ويعلمون أجيالهم جيلا بعد آخر ، ماذا فعلت بهم حلب الحمدانيين ، حلب حامية ثغور الدولة الإسلامية ، حلب سيف الدولة الحمداني ، حلب الفصحى وشاعرها أبي الطيب المتنبي . مازال الصليبيون يستذكرون جيدا ، ماذا فعل معهم خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح في فيحاء الشام . مازال الصليبيون لما ينسوا بعد ، ماذا فعل معهم عمرو بن العاص في بيت المقدس ، بل مازالت ذاكرة الحملات الصليبية عامرة بخيال القائد صلاح الدين الأيوبي – في نومها وصحوها – وتلك الدروس العظيمة التي لقنها إياها في حواضر وبوادي الشام ، في سهولها وجبالها ، في بحارها وصحاريها .
ستظل الحملات الصليبية تغزو مراكز كبرياء العرب ، وعواصم حضارة الإسلام ، كلما امتلكت أسباب القوة ، أو شعرت بأن العرب قد نسوا أو تناسوا تاريخ النزال العربي الصليبي الطويل ، وعبثت في صفوفهم الفرقة والتمزق والتشرذم ، وتسلل إلى أوساطهم الضعف والتراجع والهوان والانهيار ؛ لذلك فإننا نرى بأعيننا عودة الحملات الصليبية بقوة اليوم ، يتحالف معها الصهاينة ، هانحن نراهم قد عادوا كالطاعون اللعين في سوريا وفي لبنان وفي بيت المقدس ، في السويداء ، وفي دير الزور ، وفي حلب ، وفي إدلب ، وفي الجزيرة السورية ، وفي غيرها من حواضر الشام وبواديه .
وقبل هذا قد عبثوا في بغداد وعاثوا فيها الفساد ، حقا قد أهلكوا الزرع وجففوا الضرع في حاضرة الرشيد ، في بلد الأصالات والعراقات ، بل في بلد العلم وصناعة الحضارات . فهل أعددنا العدة نحن معشر العرب لمثل هذا اليوم ؟ وهل امتلكنا أسباب القوة لمثل هذا النزال ؟ أم سنقول لهم : نحن أرباب إبلنا ، وعبيد من يسودنا ، وللشام رب يحميها ؟؟؟
