شاشةمحافظات

ماذا لو علم شهداء العاشر من رمضان بمعاناة غزة ؟


ماذا لو علم شهداء العاشر من رمضان بمعاناة غزة ؟

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

    في ليلة رمضانية مقمرة من ليالي كفر الشيخ الساحرة ، قبل بضع سنين خلت ، كنت أجلس في شرفة منزل متواضع ، لكنه قد حاز نصيبا وافرا من الجمال ، وذلك بجمال قلوب ساكنيه ، وصفاء أرواحهم الطاهرة ، ومن حول ذلك المنزل أرض خضراء ، مفروشة بأوراق البنجر المصري ، إذ لم تعد تستطيع رؤية موضع أنملة من طين تلك الأرض وترابها ، بفعل هيمنة أوراق البنجر وتمددها .
    وفي تلك الأثناء جاء شيخ مسن يود التعرف على الضيف ، الذي هو أنا ، تبادلنا التحية صفاحا وعناقا ، ثم عرفني به صاحب المنزل ، عند ذلك قلت له : أما وأنت قد كنت ذات يوم أحد أبطال العاشر من رمضان فإني أسألك بالله أن تحدثني عن شيء من تلك الأيام العظيمة ؟ ابتسم ثم قال : أيها الضيف العزيز ، اعلم أن جيش مصر كان قد جمع من التراكمات المؤلمة مالاتتحمله الجبال الراسية ولا الصحاري الشاسعة ، ولم يأت ذلك اليوم إلا ونحن في شوق للقاء الصهاينة المتغطرسين وداعميهم من الغرب المتصهينين ، لا أستطيع وصفه ، ولا أملك من الكلمات مايوفيه حقه ، أجل لقد كان شوقنا لذلك اليوم يفوق شوق المرضعة لوليدها ، بل ويفوق شوق الحاج لمكة ومشاعرها ، حقا لقد انطلقنا نحو الصهاينة كالأسود الكاسرة ، أو كالوحوش الجائعة ، لاننتظر سماع أمر الآمر ، ولا نهاب أو نحسب حسابا للصهيوني الخائر ، أتعلم أيها الضيف العزيز ؟ أقسم لك أننا لانعلم كيف اقتلعنا خط برليف بتلك الهمة والسرعة ، ولانعلم كيف وجدنا أنفسنا في الشاطئ الآخر من القناة ، ولكن سامح الله السادات الذي لم يدعنا نتذوق لذة ذلك الانتصار ، ونقتلع ماتبقى من جذور تلك الأفعى … وها أنا أستذكر قصة ذلك البطل العربي المصري في ليلتي هذه ، ليلة العاشر من رمضان ، وأنا أتساءل مع نفسي ، ماذا لو علم شهداء العاشر من رمضان بحال الأمة اليوم ؟ أو بمعاناة غزة التي تركت وحيدة ينهش من جسمها ، ويأكل أكباد أطفالها ونسائها الصهاينة الغربيون والشرقيون ؟؟؟

Related posts

بيان صادر عن وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية:

Alahlam Almasrih

هلال عبدالله يتحدث عن كابلات الموت في بيلا

Alahlam Almasrih

سعادة المطوف الأستاذ خليل فارسي ينوه بالإنجازات العظيمة التي تحققت خلال هذا العهد الزاهر الميمون

Alahlam Almasrih