والذي نفسه بغير جمال ……..
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
لست في عجب من الأمر ، ولم يكذبني ظني إذ قمت بطلاء المؤسسة التي أديرها بالدهان ؛ وأنا أعلم يقينا أن النفوس السوداء لاتستطيع أن ترى الجمال ، فهي كالخفافيش إذ تكره الفجر ، وتختفي منه تماما حتى إذا ماغربت الشمس ، وغسق الليل ، خرجت ترقص وتتبرجح في زيها القشيب ، متزينة بأبها حللها ؛ محتفية بالظلمة ، راقصة للبهمة ، أليس الأمر كذلك ياضياء ؟ بلى ياصديقي ، واسمح لي أزيدك من الشعر بيتا ؛ هل نسيت ياصديقي الشكاوى التي رُفعت ضدك من هؤلاء الأشخاص أنفسهم يوم أحييت المختبرات والمعامل والورش ، ثم رفدتها أيضا بإنشاء مختبرين جديدين يحويان أربعين جهاز حاسوب جديد بكل ملحقاتهم ؟ وهل نسيت ياصديقي يوم أنشأت الحديقة الجميلة التي تسمى استراحة الطالب ، ثم حفرت البئر لإجراء المياه فيها ، كم غاضهم الأمر ، وكم رفعوا عليك من الشكاوى ؟ وهل نسيت ياصديقي كم استهدفوك بأقلامهم العوراء وتعابيرهم الرعناء لماذا تزرع الأشجار المثمرة والورود الجميلة في حديقة المؤسسة ؟ وهل نسيت ياصديقي كم سعوا لتشويهك وطمس بصماتك البيضاء يوم شرعت في بناء قاعة كبرى ، فضلا عن كيدهم ومحاولة تضليلهم للرأي العام بأنك إنما تبني قاعة للرقص الليلي ؟ وهل نسيت كم حاولوا النيل منك يوم أنشأت الموقع الإلكتروني وملأت المؤسسة بمئات الكراسي الطلابية ؟ اعذرني ياصديقي فأنا لا أستطيع حصر إنجازاتك في هذه العجالة ، لكن أود أن أذكرك يوم التقيت بنا في هذه المؤسسة في باكورة أكتوبر 2018 م إذ قلت لنا إن شعارك هو ” الكلب ينبح والقافلة تسير ” ؛ لذلك لاتبتئس ياصديقي من نعيق الغربان ، فالأمر لم يستهدفك وحدك بل يستهدف كل شريف ونزيه في هذه البلاد ، فالفاسدون وأعداء النجاح كثر ، والمعركة بين فريق الخير ، أرباب النجاح ، أصحاب الحق وبين فريق الشر ، حملة راية الباطل طويلة بل ستستمر إلى يوم قيام الساعة … أحسنت ياضياء ، فأصحاب القلوب السوداء والعيون العمياء لايبصرون الضياء ولايعرفون النور ؛ لذلك هم لايتذوقون طعم الجمال ولايدركون حجم لذته ، وأنى لهم ذلك وقد فقدوا البصر والبصيرة ، ألم يقل جل جلاله : ” لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ” فإذا عمي القلب عمي البصر ، كذلك قد أحسن الشاعر العربي إذ وصفهم بقوله :
والذي نفسه بغير جمال ** لايرى في الوجود شيئا جميلا
أليس الأمر كذلك ياضياء ؟ بلى ياصديقي ، كما أود أن أقول لأصحاب النفوس الحاقدة على الجمال التي تطعن في أهميته ، وتنتقص من صانعه ؛ أليس الجمال الذي يتجلى في طلاء المؤسسة بالدهان هو إبداع بحد ذاته ؟؟؟؟؟؟؟؟